عائشة الدبس وتحديات تمكين المرأة في سوريا: مقاربة شاملة لمرحلة جديدة
في هذا المقال، نلقي الضوء على التحديات الرئيسية والحلول الممكنة التي قد تعتمدها الدبس في سعيها لبناء سوريا أكثر شمولاً وإنصافاً. اقرأ لتتعرف على الرؤية والتحديات والمبادرات المستقبلية
أخرى
د. حسن غرة
12/28/2024


في ظل تعيينها كمديرة لمكتب شؤون المرأة في حكومة تصريف الأعمال السورية، تواجه الأستاذة عائشة الدبس تحديات كبرى تهدف إلى تعزيز حقوق المرأة وزيادة مشاركتها في إعادة بناء الوطن. دورها يأتي في وقت حرج لتشكيل مستقبل حقوق المرأة وتعزيز مشاركتها في الحوكمة. فيما يلي التحديات الرئيسية التي تواجهها والحلول المحتملة التي يمكن أن تتبناها:
1. معالجة العنف الأسري
أحد أبرز التحديات هو التصدي للعنف الذي تعاني منه النساء والفتيات السوريات. تشمل هذه الظاهرة العنف المنزلي، والتحرش، والزواج المبكر والقسري، والاستغلال الجنسي، والتي تفاقمت بسبب النزاع المستمر الذي رسّخ الأعراف الأبوية الضارة.
الحلول الممكنة:
- تنفيذ برامج شاملة للوقاية من العنف والاستجابة له.
- إنشاء مساحات آمنة ومراكز دعم للنساء والفتيات.
- التعاون مع المنظمات المحلية لزيادة الوعي حول حقوق المرأة ومكافحة العنف.
2. دعم المعتقلات السابقات
تعهدت عائشة بالعمل على دعم النساء اللواتي تم اعتقالهن في عهد النظام السابق، بما في ذلك توثيق أعداد المفرج عنهن وإجراء دراسات شاملة لتلبية احتياجاتهن.
من بين الحلول الممكنة:
- إنشاء فريق عمل مخصص لمتابعة وتوثيق قضايا المعتقلات.
- تطوير برامج إعادة تأهيل توفر الدعم النفسي والقانوني والصحي.
- السعي إلى محاكمة المسؤولين عن الانتهاكات التي تعرضت لها المعتقلات.
3. تعزيز مشاركة المرأة في الحوكمة
تعد زيادة تمثيل النساء في عمليات صنع القرار أمراً حاسماً لإعادة بناء سوريا. تسعى عائشة إلى تمكين النساء من المشاركة في العمل المجتمعي والسياسي.
الحلول الممكنة:
- تطبيق نظام الكوتا لضمان تمثيل النساء في الهيئات الحكومية واللجان بناء على الكفاءة.
- تقديم برامج تدريب وقيادة للسياسيات الطموحات.
- تعزيز مشاركة المرأة في المؤتمر الوطني المرتقب لوضع الإطار السياسي والاجتماعي الجديد للبلاد.
4. التصدي للتحديات الاقتصادية
تأثرت النساء والفتيات بشكل كبير بالأزمة الاقتصادية المستمرة في سوريا، مما زاد من تعرضهن للاستغلال والعنف.
الحلول الممكنة:
- تطوير برامج تمكين اقتصادي تستهدف النساء بشكل خاص.
- التعاون مع المنظمات الدولية لتوفير تمويل للمبادرات التي تقودها النساء.
- الدعوة إلى تحقيق المساواة في الوصول إلى التعليم وفرص العمل.
5. التغلب على العوائق المؤسسية
على الرغم من الخطوات الإيجابية تجاه حقوق المرأة، تواجه الحكومة الجديدة تحديات هيكلية ومؤسسية قد تعرقل التقدم المبكر.
الحلول الممكنة:
- الدعوة إلى دستور جديد يضمن حقوق النساء.
- السعي لتعيين النساء في مناصب قيادية في مختلف القطاعات بناء على الكفاءة.
- العمل على بناء مؤسسات فعالة تقدم الخدمات وتشجع المشاركة من جميع فئات المجتمع.
6. الاستجابة لاحتياجات الفئات الأكثر ضعفاً
تعاني بعض الفئات من النساء، مثل الأرامل، والمطلقات، والمراهقات، وذوات الإعاقة، والنازحات، من عوائق مركبة تحول دون حصولهن على المساعدات والخدمات الإنسانية.
الحلول الممكنة:
- تطوير برامج تستهدف تلبية الاحتياجات الخاصة لهذه الفئات الضعيفة.
- التعاون مع المنظمات الإنسانية لضمان توزيع المساعدات بشكل شامل.
- الدعوة إلى سياسات تحمي وتدعم هذه الفئات الهشة.
الخاتمة
تواجه عائشة الدبس تحديات جسيمة في دورها كمديرة لمكتب شؤون المرأة، ولكن من خلال التركيز على معالجة العنف، ودعم المعتقلات، وتعزيز مشاركة المرأة في الحوكمة، والتصدي للتحديات الاقتصادية، والتغلب على العوائق المؤسسية، والاهتمام بالفئات الأكثر ضعفاً، يمكنها المساهمة في خلق سوريا أكثر شمولاً وإنصافاً للنساء والفتيات. نجاح هذه المبادرات يتطلب تعاوناً وثيقاً مع الأطراف المعنية، بما في ذلك الهيئات الحكومية والمنظمات الدولية والمجتمعات المحلية.