الفوائد الإقليمية لتركيا والدول العربية بعد سقوط النظام البائد

تستعرض المقالة الفوائد المحتملة لهذا التحول على تركيا والدول العربية، مع التركيز على أهمية التعاون الإقليمي ودعم الاستقرار والديمقراطية في سوريا

سياسة

د. حسن غرة

12/25/2024

حلب
حلب

شهدت سوريا مؤخرًا انهيار نظام بشار الأسد والانتقال إلى حكومة جديدة بقيادة الثوار، مما يحمل تداعيات كبيرة على المنطقة. وبينما تمضي سوريا نحو الاستقرار والديمقراطية، يمكن أن تستفيد الدول المجاورة والقوى الإقليمية بطرق مختلفة. تناقش هذه المقالة الفوائد المحتملة لتركيا والدول العربية من منظور سياسي، أمني، اقتصادي، واجتماعي.

الفوائد السياسية

تركيا

دعم تركيا للثوار السوريين وضعها كلاعب رئيسي في تشكيل مستقبل المشهد السياسي في سوريا. وقد عزز سقوط نظام الأسد مكانة الرئيس أردوغان السياسية داخليًا وزاد من نفوذ أنقرة على مستقبل سوريا السياسي. يتيح هذا النفوذ لتركيا:

- مقاومة منح الأكراد أي شكل من أشكال الحكم الذاتي أو الهيكل الفيدرالي

- الاستفادة من علاقاتها مع الفصائل المسلحة، خاصة هيئة تحرير الشام، للتأثير على المستقبل السياسي لسوريا

- تحسين صورتها داخليًا من خلال تقديم سياستها في سوريا كنجاح

الدول العربية

بالنسبة للدول العربية، فإن وجود سوريا مستقرة وديمقراطية يتيح فرصًا لـ:

- إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية وتطبيع العلاقات مع دمشق

- زيادة نفوذها الإقليمي من خلال المشاركة في جهود إعادة إعمار سوريا

- دعم عملية سياسية تتماشى مع مصالحها وتعزز الاستقرار الإقليمي

الفوائد الأمنية

تركيا

لطالما كانت المخاوف الأمنية دافعًا رئيسيًا لانخراط تركيا في سوريا. يتيح الوضع الجديد لتركيا:

- منع موجات جديدة من اللاجئين السوريين وتشجيع عودة البعض منهم الموجودين بالفعل في تركيا

- الحفاظ على السيطرة على المناطق الحدودية، مما يقلل التهديدات من الإرهاب والتهريب

- استخدام نفوذها على الجماعات المسلحة لتعزيز الاستقرار في شمال سوريا

الأردن

يمكن أن يحقق الأردن مكاسب أمنية كبيرة:

- تأمين حدوده الشمالية مع سوريا

- منع عودة التطرف ومعالجة قضايا تهريب المخدرات

- التحضير للتحديات المتعلقة بالحكم وإدارة تدفق اللاجئين بشكل أكثر فاعلية

لبنان والعراق

يمكن أن تستفيد كلا الدولتين من تحسين الأوضاع الأمنية:

- يمكن للبنان أن يعمل على التخلص من التأثير السوري المفرط وإعادة بناء مؤسساته دون تدخل خارجي

- يمكن للعراق دعم الانتقال الديمقراطي الناجح في سوريا، مما يصب في مصلحة البلدين ويقلل من التهديدات الأمنية عبر الحدود

الفوائد الاقتصادية

يتيح استقرار سوريا فرصًا اقتصادية عديدة للمنطقة:

- يمكن لتركيا تأمين فوائد اقتصادية من جهود إعادة إعمار سوريا

- يمكن للأردن استكشاف فرص التجارة والاستثمار والمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار

- يمكن للبنان والدول المجاورة الأخرى الاستفادة من زيادة التجارة الإقليمية والتعاون الاقتصادي

- يمكن لدول الخليج الاستثمار في إعادة إعمار سوريا، مما يحقق عوائد اقتصادية ويعزز النفوذ السياسي

الفوائد الاجتماعية

للاستقرار والديمقراطية في سوريا تأثيرات اجتماعية بعيدة المدى:

- قد تشهد تركيا عودة بعض اللاجئين السوريين، مما يخفف الضغط الاجتماعي داخليًا

- يمكن للأردن أن يشهد عودة تدريجية للاجئين السورين، مما يخفف الضغط على الخدمات العامة

- يمكن للبنان معالجة التحديات المرتبطة باستضافة أكثر من مليون لاجئ سوري

- يمكن أن يؤدي تحسين الاستقرار الإقليمي إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وتقليل التوترات الطائفية في الشرق الأوسط

الخاتمة

يشكل الانتقال إلى سوريا مستقرة وديمقراطية فوائد عديدة لتركيا والدول العربية في المجالات السياسية، الأمنية، الاقتصادية، والاجتماعية. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الفوائد يتطلب دبلوماسية حذرة، ودعمًا مستمرًا للتحول الديمقراطي في سوريا، والتزامًا بالتعاون الإقليمي. وبينما تبحر الدول المجاورة في هذا المشهد الجديد، ستلعب أفعالها دورًا حاسمًا في تحديد استقرار وازدهار المنطقة على المدى الطويل.