المؤتمر الوطني السوري: خارطة طريق نحو الوحدة والاستقرار
في هذا المقال، نستعرض أهمية المؤتمر الوطني المرتقب في سوريا كفرصة تاريخية لتأسيس مستقبل جديد للبلاد بعد التغيرات السياسية الأخيرة
سياسة
د. حسن غرة
12/23/2024


في أعقاب سقوط الأسد والتغييرات السياسية الجذرية التي شهدتها سوريا مؤخراً، تتجه الأنظار نحو المؤتمر الوطني المرتقب كفرصة تاريخية لرسم ملامح مستقبل البلاد. يأتي هذا المؤتمر في سياق تحولات إقليمية ودولية، حيث تسعى القيادة الجديدة في دمشق إلى عقد لقاء حوار وطني موسع يجمع كافة أطياف الشعب السوري مطلع عام 2025.
الإعداد للمؤتمر
تشير المصادر إلى أن الإدارة الجديدة تعمل على دعوة أكثر من 1200 شخصية من كافة أطياف المجتمع السوري، بما في ذلك شخصيات مدنية وعسكرية. هذا النهج الشامل يهدف إلى ضمان تمثيل واسع للمكونات السورية المختلفة، مما قد يساهم في تعزيز شرعية وفعالية المؤتمر.
مرحلة التحضير
1. تشكيل لجنة تنظيمية تضم ممثلين عن مجموعات المعارضة الرئيسية ومنظمات المجتمع المدني والمراقبين الدوليين.
2. تأمين مكان محايد، ويفضل أن يكون داخل سوريا، ليرمز إلى الوحدة الوطنية والسيادة.
3. دعوة مندوبين من جميع المحافظات السورية، وضمان تمثيل مختلف المجموعات العرقية والدينية والسياسية.
هيكل المؤتمر
يجب أن يستمر المؤتمر لعدة أيام، مقسمة إلى الجلسات الرئيسية التالية:
1. الجلسة العامة الافتتاحية: تحديد القواعد والأهداف الأساسية.
2. مجموعات العمل: التركيز على قضايا محددة مثل الإصلاح الدستوري، وإصلاح قطاع الأمن، وإعادة البناء الاقتصادي.
3. مناقشات الجلسة العامة: مناقشة والتصويت على المقترحات المقدمة من مجموعات العمل.
4. الجلسة الختامية: اعتماد القرارات النهائية وتحديد الخطوات التالية.
بنود جدول الأعمال
1. الإصلاح الدستوري: مناقشة الإطار لدستور جديد قائم على أنظمة إدارية.
2. العدالة الانتقالية: معالجة انتهاكات حقوق الإنسان وإنشاء آليات للمساءلة.
3. إصلاح قطاع الأمن: إعادة هيكلة الأجهزة العسكرية والأمنية.
4. التعافي الاقتصادي: وضع خطط لإعادة بناء البنية التحتية وتحفيز النمو الاقتصادي.
5. عودة اللاجئين: وضع سياسات لتسهيل العودة الآمنة للنازحين السوريين.
6. المصالحة الوطنية: وضع برامج لمعالجة الانقسامات المجتمعية.
النتائج المأمولة
1. مسودة الدستور: إطار لدستور جديد يؤكد على فصل السلطات.
2. هيكل الحكومة الانتقالية: الاتفاق على تشكيل وتفويض الحكومة المؤقتة.
3. خارطة الطريق للانتخابات: جدول زمني لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة.
4. عملية المصالحة: مخطط لبرنامج المصالحة الوطنية.
5. خطة التعافي الاقتصادي: استراتيجيات لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الفوري والتنمية طويلة الأجل.
شروط النجاح
1. الشمولية: ضمان تمثيل جميع الفصائل والأعراق السورية الرئيسية.
2. الدعم الدولي: تأمين الدعم من القوى الإقليمية والعالمية دون السماح بالتدخل الخارجي.
3. ضمانات الأمن: توفير ضمانات السلامة لجميع المشاركين.
4. الشفافية: إجراء الإجراءات بشكل مفتوح، مع إتاحة الوصول إلى وسائل الإعلام لبناء الثقة العامة.
5. الالتزام بالتنفيذ: إنشاء آليات لفرض قرارات المؤتمر.
الدروس المستفادة من تجارب الربيع العربي
1. التركيز على الكرامة الإنسانية: إعطاء الأولوية للسياسات التي تعالج السخط الاقتصادي والتهميش.
2.النهج المرتكز على العدل: ضمان التوزيع المتساوي للموارد والوصول إلى السلطة السياسية والاقتصادية.
3. البناء المؤسسي: من ضمنها، إنشاء وسائل إعلام ومؤسسات حرة قادرة على دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان.
4. الانتقال التدريجي: الاعتراف بأن التحول الديمقراطي عملية مطولة تتطلب الصبر والمثابرة.
5. تمكين المجتمع المدني: دعم وتمكين منظمات المجتمع المدني للعمل كمراقبين أثناء الانتقال.
من خلال التعلم من تجارب دول الربيع العربي، يمكن لسوريا أن تهدف إلى انتقال سلمي وشامل. يجب أن يركز المؤتمر على خلق ثقافة سياسية جديدة تحترم التنوع وتدعم حقوق الإنسان وتعزز التنمية الاقتصادية لجميع السوريين.
خاتمة
يمثل هذا المؤتمر الوطني منعطفًا حاسمًا لمستقبل سوريا. ويعتمد نجاحه على الالتزام الحقيقي من جميع الأطراف بالحوار والتسوية والرؤية الجماعية لسوريا موحدة وديمقراطية. ويجب أن يكون دور المجتمع الدولي داعمًا لاستقلال القرار السوري، مما يسمح للسوريين بتحديد مسارهم إلى الأمام مع توفير الموارد والخبرات اللازمة لتسهيل العملية.