وزير الصحة الجديد في سوريا: تحديات كبرى ورؤية للإصلاح
تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه وزير الصحة الجديد واستعراض الحلول المقترحة لتحسين الوضع الصحي في البلاد
أخرى
د. حسن غرة
1/2/2025


مع تعيين الدكتور ماهر الشرع وزيرًا للصحة في سوريا، يواجه قطاع الصحة تحديات جسيمة نتيجة سنوات من الصراع والتدهور الشديد في النظام الصحي. إذ يعاني القطاع الصحي السوري من نقص حاد في التمويل، وتدمير واسع للمرافق الطبية، وعجز في أعداد الكوادر الصحية. تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه وزير الصحة الجديد واستعراض الحلول المقترحة لتحسين الوضع الصحي في البلاد.
التحديات الرئيسية
1. نقص حاد في التمويل
أحد أبرز التحديات التي يواجهها القطاع الصحي السوري هو نقص التمويل. تسبب هذا النقص المالي في إغلاق أو تعليق العديد من المرافق الصحية من خدمات الرعاية الصحية والطارئة.
2. تدمير البنية التحتية الصحية
أدى الصراع الطويل إلى دمار واسع في المرافق الصحية، مما يحد بشدة من القدرة على تقديم الخدمات الطبية.
3. نقص الكوادر الصحية
تعاني سوريا من نقص حاد في الكوادر الصحية المؤهلة، حيث دفعت سنوات الصراع الكثير من الأطباء والممرضين إلى مغادرة البلاد، مما أدى إلى تراجع كبير في عدد الكوادر المؤهلة.
4. الصراع المستمر والنزوح الداخلي
يعيش الكثير من النازحين في خيام معرضة للفيضانات، ويواجهون ظروفًا قاسية خلال فصل الشتاء، مما يزيد من المخاطر الصحية.
الحلول المقترحة
1. أولوية التمويل الدولي
يتعين على الوزير الجديد التركيز على حشد الدعم الدولي لتمويل القطاع الصحي. يجب تعزيز الجهود للحصول على دعم أكبر من المؤتمرات الدولية للمانحين والعمل مع الوكالات الأممية والمنظمات غير الحكومية لضمان تخصيص الموارد بكفاءة.
2. إعادة بناء وتأهيل المرافق الصحية
من الضروري وضع خطة شاملة لإعادة بناء وتأهيل المرافق الصحية المتضررة، مع التركيز على المناطق الأكثر تضررًا، بما في ذلك المناطق المتأثرة بالزلزال. يمكن تحقيق ذلك من خلال شراكات مع منظمات دولية لتأمين التمويل والخبرات الفنية اللازمة.
3. تعزيز الكوادر الصحية
لمواجهة نقص الكوادر الصحية، يجب على الوزارة تقديم حوافز مادية ومعنوية للعاملين في القطاع الصحي وتحسين ظروف العمل. كما ينبغي تشجيع الأطباء والممرضين السوريين الذين غادروا البلاد على العودة للاستفادة من خبراتهم وتوفير فرص التدريب والتطوير المهني.
4. تعزيز مراقبة الأمراض والاستجابة لها
من المهم تعزيز نظام مراقبة الأمراض بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتحسين القدرات على التصدي للأوبئة. يجب العمل على تحسين مختبرات التشخيص وتطبيق استراتيجيات فعالة للتواصل حول المخاطر.
5. دمج خدمات الصحة النفسية
نظرًا للتأثير النفسي العميق للصراع على السكان، ينبغي دمج خدمات الصحة النفسية ضمن النظام الصحي الأوسع لضمان تلبية الاحتياجات النفسية والبدنية على حد سواء.
6. الاستفادة من التكنولوجيا والوحدات الصحية المتنقلة
لتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية في المناطق الريفية، يجب الاستثمار في الوحدات الصحية المتنقلة وحلول الطب عن بُعد. يمكن لهذه الابتكارات سد الفجوة في المناطق التي لا تعمل فيها المرافق الصحية بشكل دائم.
7. تعزيز التنسيق والتعاون
يجب تحسين التنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة في القطاع الصحي، بما في ذلك الجمعيات المحلية والمنظمات الدولية. من شأن هذا النهج التعاوني تعظيم الأثر وتقليل الازدواجية في الجهود.
ختامًا
رغم ضخامة التحديات التي تواجه قطاع الصحة في سوريا، فإنها ليست مستعصية على الحل. من خلال قيادة فعالة ودعم دولي، يمكن لوزير الصحة الجديد، الدكتور ماهر الشرع، أن يضع الأسس لنظام صحي أكثر استدامة وعدالة، مما يسهم في تحسين حياة الملايين من السوريين الذين عانوا من ويلات الصراع.