رؤية جديدة للسياسة الخارجية السورية
تعرف على الخطوات العملية التي يمكن أن تعيد لسوريا مكانتها الدولية وتسهم في بناء مستقبل مستقر ومزدهر
سياسة
د. حسن غرة
12/21/2024


في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد وتولي الثوار زمام الحكم في سوريا، تم تعيين أسعد حسن الشيباني وزيراً للخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية. يواجه الوزير الشيباني تحديات جسيمة في إعادة بناء العلاقات الدولية لسوريا وتموضعها على الساحة العالمية. فيما يلي نظرة على أبرز التحديات وخارطة طريق للدبلوماسية الناجحة:
التحديات الرئيسية
1. الاعتراف الدولي: ضمان اعتراف واسع النطاق بالحكومة الجديدة من المجتمع الدولي.
2. التوترات الإقليمية: التعامل مع العلاقات المعقدة مع الدول المجاورة، خاصة تركيا ولبنان والعراق.
3. أزمة اللاجئين: معالجة قضية اللاجئين السوريين في الدول المجاورة وتسهيل عودتهم الآمنة.
4. العقوبات الاقتصادية: العمل على رفع العقوبات الدولية لإنعاش الاقتصاد السوري.
5. إعادة بناء التحالفات: إعادة تعريف علاقات سوريا مع الحلفاء والخصوم السابقين، بما في ذلك روسيا وإيران والدول الغربية.
خارطة طريق للدبلوماسية الناجحة
1. التواصل الفوري
- إجراء محادثات ثنائية مع اللاعبين الإقليميين الرئيسيين، بما في ذلك تركيا وقطر والدول العربية.
- السعي لعقد اجتماعات مع ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والقوى العالمية الكبرى.
2. تدابير بناء الثقة
- الالتزام باحترام الاتفاقيات الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان.
- دعوة مراقبين دوليين لمراقبة عملية الانتقال السياسي.
3. خطة إعادة توطين اللاجئين
- وضع خطة شاملة للعودة الآمنة والطوعية للاجئين السوريين.
- التعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والدول المضيفة لضمان إعادة التوطين بكرامة.
4. الدبلوماسية الاقتصادية
- إعطاء الأولوية للمفاوضات من أجل رفع العقوبات الاقتصادية.
- السعي للحصول على الدعم الدولي لإعادة الإعمار الاقتصادي في سوريا.
5. مبادرات الاستقرار الإقليمي
- اقتراح أطر للتعاون الأمني الإقليمي لمعالجة المخاوف المشتركة.
- العمل على تطبيع العلاقات مع الدول المجاورة.
6. التمثيل الشامل
- ضمان المعاملة العادلة وتمثيل جميع الأقليات السورية في الجهود الدبلوماسية.
- التواصل مع مجتمعات الشتات السوري المتنوعة للاستفادة من علاقاتهم الدولية.
7. المشاركة متعددة الأطراف
- المشاركة الفعالة في المنتديات والمنظمات الدولية.
- السعي لإعادة انضمام سوريا إلى جامعة الدول العربية.
في الختام، من خلال معالجة هذه التحديات واتباع خارطة الطريق، يمكن للوزير الشيباني العمل على إعادة تأسيس سوريا كعضو فعال في المجتمع الدولي، وتأمين الدعم لإعادة الإعمار، ووضع الأسس لتحقيق الاستقرار والازدهار على المدى الطويل.
إن نجاح هذه الخطة الدبلوماسية سيكون حاسماً في تحديد مستقبل سوريا ومكانتها في المنطقة والعالم. ويتطلب ذلك جهوداً متواصلة، وصبراً استراتيجياً، ومرونة في التعامل مع التحديات المتغيرة في الساحة الدولية.