كيف يمكن لسوريا ضمان التحول الديمقراطي؟

هذا المقال يقدم خارطة طريق شاملة لبناء مستقبل ديمقراطي مستدام يحترم حقوق الإنسان ويعزز رفاهية الشعب السوري

سياسة

د. حسن غرة

12/15/2024

سوريا
سوريا

لضمان التحول الديمقراطي، يمكن لسوريا تنفيذ عدة استراتيجيات رئيسية تستند إلى الدروس المستفادة من بلدان أخرى وتوصيات الخبراء:

1. تأسيس حوكمة شاملة

إعطاء الأولوية لتشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية تخدم شرائح المجتمع. إن هذا النهج الشامل أمر بالغ الأهمية من أجل:

· منع أي مجموعة واحدة من احتكار السلطة

· تعزيز الوحدة الوطنية والحوار

· وضع الأساس لنظام لامركزي يمكّن المناطق والإدارات المحلية

2. حماية حقوق الإنسان

يتعين على الحكومة الانتقالية أن تتخذ خطوات فورية من أجل:

· نشر وحدات أمنية لحماية المجتمعات والطوائف المختلفة

· حماية حقوق المرأة وضمان مشاركتها في العملية السياسية

· معاملة جميع المعتقلين بإنسانية ووفقاً للقانون الدولي

· ضمان حرية التعبير للإعلام

3. إصلاح مؤسسات الدولة

من أجل بناء ديمقراطية مستقرة، ينبغي:

· الحفاظ على مؤسسات الدولة الرئيسية وإصلاحها، بما في ذلك القضاء وقوات الشرطة

· تنفيذ الرقابة المدنية على القوات العسكرية والأمنية

· لامركزية السلطة بشكل مدروس لمعالجة الاحتياجات الإقليمية والحد من الحركات الانفصالية

4. تعزيز الإندماج الاقتصادي والتنمية

ينبغي أن تركز الاستراتيجيات الاقتصادية على:

· تنفيذ سياسات النمو الشاملة والتي تعود بالنفع على الفقراء والطبقة المتوسطة

· اعتماد سياسات اقتصادية تضمن التوزيع العادل للموارد والقضاء على البطالة

· استخدام التحويلات النقدية المشروطة بسعر الصرف

5. تعزيز مشاركة المجتمع المدني

إن المجتمع المدني القوي أمر بالغ الأهمية لتعزيز الديمقراطية. وينبغي لسوريا:

· تشجيع الحركات الشعبية واسعة النطاق ومشاركة المواطنين

· دعم تطوير الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني المتنوعة

6. معالجة المظالم الماضية وتعزيز المصالحة

لعلاج الانقسامات المجتمعية، يتعين على سوريا:

· إنشاء عملية مصالحة وطنية

· إجراء تحقيقات شاملة ومستقلة في الجرائم الماضية

7. التواصل مع المجتمع الدولي

يتعين على سوريا:

· طلب الدعم من المجتمع الدولي لانتقالها إلى الحكم الديمقراطي

· العمل على إنهاء التدخل العسكري الأجنبي في البلاد

· التصديق على المعاهدات والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان

من خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات، يمكن لسوريا العمل نحو ديمقراطية مستقرة وشاملة تحترم حقوق الإنسان وتعزز رفاهة جميع مواطنيها. ومع ذلك، فإن هذه العملية سوف تتطلب جهوداً متواصلة، وبعض التنازلات، والالتزام بالمبادئ الديمقراطية من جانب جميع الأطراف المعنية.